رواية جديدة كاملة
تؤجل عمل اليوم إلى الغد واختصارا لوقتي ووقتك اللي ملهمش اي تلاتين لازمة لازم ابدأ انا اول مرة عشان اسهلها عليكي!
بدر....
ليغمض بدر عيناه مستمتعا بمذاق حروف أسمه هامسا
بتقولي اسمي في اوقات غلط بطريقة غلط اكتر وبتجرجري رجلي ل وأنا بمۏت فيها!
عيب والله عيب
بعد مرور اسبوعان.....
والله يا يونس أنا حاسس كده إني متقل عليكم أنا والمزغوده مراتي!
حاسس مش متأكد!
فاصطنع بدر الصدمة متسع الحدقتان يردد
إيه ده إيه ده إيه الوقاحة دي
ليضحك يونس وهو يخبره بنفس المرح التلقائي بينهما
مش عايز افاجئك بس انت خنقتني!
أنا بقول كده برضو كلك زوق والله يابن عمي
ثم هز رأسه وراح يردد بنبرة درامية قبل أن ينطق يونس
لا لا متتحايلش عليا يا يونس لأ مش هنقعد اكتر مش هينفع طب طالما أنت مصمم خلاص هنقعد كام يوم تاني!
فابتسم بدر بود وهو يمسك بالكوب الخاص به ثم قطع الصمت بينهما حينما سأل يونس بتركيز مفكرا
بس أنت متأكد إن خالها هيقدر يسيب اشغاله ويرجع القاهرة عشان يبقى معاها يا بدر
تنهد بدر بقوة ثم اومأ برأسه وقال
وهتصل بيه وأشوف رد فعله
ان شاء الله خير
تمتم بها يونس قبل أن يصدح رنين هاتف بدر فأخرجه ليجيب بصوت أجش
الووو السلام عليكم
وعليكم السلام أنا جبتلك رقم الحاج عبد الرحمن اهوه
فأشرق وجه بدر كالبدر بابتسامة أمل وهو يسأله في لهفة
والله ما عارف أقولك إيه تعبتك معايا كتر الف خيرك مليهوني بقا
دون بدر الرقم بلهفة كبيرة ومن ثم أغلق ذلك الاتصال لينظر ليونس قائلا بابتسامة واسعة
الحمدلله عرف يجيبلي الرقم استنى هتصل دلوقتي بيه
اومأ يونس برأسه موافقا ثم نهض ليغادر بعد أن أخبره بهدوء
طب انا هروح أشوف ليال عقبال ما أنت تكلمه وهرجعلك نشوف اللي حصل وبأذن الله خير والموضوع ده يخلص على خير
تمتم بها بدر وهو يكتب ذلك الرقم ليتصل به ومع كل رنة تصدح مخترقة اذنيه كانت نبضة هادرة تفلت من بين زمامه بقلق... والأفكار التي زاحمت عقله تلتهمه التهاما...!
أتاه صوت الحاج عبد الرحمن الرجولي الرخيم وهو يقول
السلام عليكم مين معايا
وعليكم السلام أنا بدر الجمال ابن عم مريم بنت اختك يا حاج عبدالرحمن ازي حضرتك
الحمدلله احنا كويسين
صمت برهه ثم عاد يكمل وهو يستعير كافة تركيزه ليوازن بين حروفه
كان في مشكلة بس كنت محتاج مساعدة حضرتك فيها
فسأله عبد الرحمن مستفسرا
مشكلة إيه ربنا ما يجيب مشاكل
بدأ بدر يقص عليه كل شيء من البداية منذ من كان سبب بشكل غير مباشر في دخول مريم السچن حتى محاولاتها ليومنا هذا....
وكان الآخر يستمع له مذهولا مصډوما يحاول إستيعاب ما يقوله لم يتوقع ابدا أن تصل مريم لخط اللاعودة..!
وحينما لم يسمع بدر اي رد على ما قاله تنحنح يسأله بتوجس
حضرتك معايا
فابتلع الاخر تلك الغصة المريرة بحلقه وهو يجيبه
معاك يا بدر أنا هاجي على طول يا بدر متقلقش وبأذنك يارب كل حاجة هتتصلح
بينما في الأسفل في نفس الوقت في احد أركان الحديقة المنعزل بشكل ما عن الرؤية...
كانت أيسل تضحك وهي ټضرب كفا على كف على طفولية ليال الغير متناهية التي جعلت الجنايني يصنع لها أرجوحة في حديقة المنزل إنتهت ليال من تثبيت الاسفنجة على الأرجوحة لتقفز جالسة عليها وهي تهتف بانشكاح طفولي وابتسامة حلوة
اخيرا... يلا زوقيني بقا يا أيسل
حاضر ياستي
وقفت أيسل
ثم نهضت وهي تشير برأسها لأيسل
يلا يا أيسل اقعدي وهزقك
فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وبتوتر ردت ب
لأ بلاش افرضي حد جه وشافنا شكلنا هيبقى وحش اوي
فهزت ليال كتفاها بلامبالاة
فكك اللي ليه عندنا فلوس يجي ياخدها !
لم تكن أيسل يوما تلقائية متهورة تفعل ما يقفز لعقلها لحظيا... بل كانت تحسب خطواتها دائما حتى إذا تقدمت خطوة لا تجد الجمر تحت اقدامها في الخطوة القادمة..!
بينما ليال شخصية شفافة... ما يقفز لعقلها يترجم في تصرفاتها دون التعمق في التفكير لا تفكر كثيرا في الغد بل تحاول جاهدة في رسم اليوم بأفضل شكل فقط ليمر دون عناء...!
جلست أيسل بالفعل وهي تلملم خصلاتها الحمراء على جانب واحد لتقف ليال خلفها تلك المرة وتبدأ في دفعها وهي تخبرها بابتسامة مرحة
غمضي عينيكي بقا وسيبي نفسك خالص واستمتعي هتحسي بشعور جميل اوي
اومأت أيسل برأسها وقد بدأت تفعل ما تمليه عليها ليال.... تستمتع بذلك الشعور دون أي تدخل للعقل... فقط تحسه وتعيشه.....!
وبعد قليل نهضت أيسل لتعود ليال وتجلس مرة اخرى ثم خرج صوتها هادئ يميل للألم الذي رن في نبرتها بخفاء
تعرفي إني طول طفولتي تقريبا وأنا نفسي أعمل مرجيحة في بيتنا وكل ما اكون مضايقة او حاسه بملل أركبها
فتنهدت أيسل بابتسامة خاڤتة