رواية جديدة كاملة
برأسه ليتابع بثبات وجمود مخيف
إلا لو چثة !
نظر يونس نحو والده وكاد ينطق
بابا أنت آآ.....
فأشار له والده بيداه ثم هتف بصوت مرهق ولكنه حازم
مش عايز اسمع حاجة دلوقتي يا يونس
ثم نهض ممسكا بعصاه ليغادر المكان بخطى ثقيلة ظهر بها الوهن....
تبعته ليال التي دارت بعيناها حولها بلا هدف ثم تحركت لتصعد لغرفتها وقد زاد ذلك المړض اشتدادا بها... صحيح أن تلك العاصفة حلت بغبارها... ولكن خلفت بعدها تشققا لا بأس به لن يلتئم بسهولة...!
بالله عليك يا يونس عشان خاطر ربنا سيبني في حالي دلوقتي أنا مفياش حيل لخناق معاك دلوقتي!
فاقترب منها يونس وهو يهتف بصوت أجش تعصف به تلك الاسئلة الشياطنية بلا هوادة
لم ترد ليال ولم تتحرك من مكانها صمتها لم يكن بخلا في إعطاء اجابة ولكن كان جهلا بتلك الاجابة التي ينهش التفكير في عقلها بحثا عنها...!
هو انتي إيه حياتك كلها مليان كدب وحوارات مابتزهقيش منها !
علشان هو زي المېت في حياتي ملهوش دور ولا وجود إلا بس عشان يأذيني يمكن علشان كده بهرب منه وبعتبره مېت!
للحظة صمت يونس يدرك صعوبة خروج تلك الكلمات ... يدرك أن تلك الكلمات لم تخرج إلا بڼزيف داخلي يراه يلطخ أعمق عيناها الان....!
ولكنه لم يستطع كتم كل تساؤلاته فأكمل
لم تأخذ ليال الكثير لترد بصوت باهت وبصدق
معرفش!
كدابة مستحيل يكون حلم بعنوانا فقرر يجي زيارة!
تمتم بها يونس بصوت منفخض ساخر ولكنه حاد كطرف شفرة قاسېة لترد ليال بانفعال واضح
قولتلك معرفش فعلا معرفش!!
انتي جايه هنا علشان حاجة تخص أمك صح انطقي بابا يعرف امك منين
لأ قولتلك لأ.. لأ !
. عقلها غائب عن تلك المعادلة الغير
عادلة لم يكتفي بما جعل والدتها تعانيه وهي على قيد الحياه بل جاء ليشوه صورتها في مكان جديد امام اناس جديدة... بدلا من أن يصبح لها سندا في حياتها وحتى بعد مماتها ولم يكتفي بإرهاق ليال شخصيا طيلة السنوات التي عاشتها معه بعد ۏفاة والدتها... بل جاء ليدمر كل محاولاتها لبناء حياه جديدة مستقرة بعيدا عنه وعن جحوده....!
..
ليال.... ليال اهدي وفوقي
خلاص أنا اسف.. انا عارف إن هو السبب في اسئلة في دماغي وكان لازم ألاقيلها اجابة وبس !
صمتت ليال وصمت هو...
نامي لو عاوزه تنامي شوية علشان دور البرد واتطمني هو مش هيجي هنا تاني
اومأت ليال دون رد وبالفعل راحت لتجلس على الفراش
بينما في القصر......
إنتهت أيسل من تجهيز حقيبة لملابسها وهبطت من غرفتها في صمت تام... ليرتعش جسدها في خضم الذكرى.... وقد ذابت كل خلاياها في حلاوة ذلك الشعور...!
تجهمت ملامحها التي كانت منعشة بذكرى قبلتهم الجامحة لتدير رأسها بعيدا عنهم وهي تقول موجهة حديثها لوالدها بجمود
انا جهزت
فتدخلت فاطمة بملامح معقودة ونبرة حملت حزنا واضحا في طياتها
برضو مصممة تبعدي عني يا أيسل
فاقتربت أيسل منها
مش هبعد عنك ابدا يا مامتي ثقي فيا !
وبالفعل غادرت أيسل مع طه وزوبه اللذان ارتسمت على ابتسامة سعيدة منتصرة بينما طه يغمغم ببرود
بالاذن ياست الحجه! بالاذن يا جوز بنتي
إيه اللي ناوية تعمليه بس يا ايسل ربنا يهديكيفيما غادر بدر متوجها للغرفة التي يقيم بها بالقصر.... لتلحق به مريم... دلفت مريم للغرفة ثم أغلقت الباب خلفها لتهتف دون مقدمات
جات الفرصة يا بدر
فسألها بدر بلامبالاة
فرصة إيه
بس هي ماعملتش فيكي كده!!
ظل بدر يهز رأسه دون أن ينظر لها... لقد أصبحت رغبتها في الاڼتقام مرضية فعليا !!...
فرفع وجهه ينظر لها بهدوء قائلا
مريم احنا لازم نشوف دكتور نفسي يمكن يقدر يريحك نفسيا!
حينها إهتاجت فرائص مريم وهي تزمجر فيه بحدة
انا مش مچنونة يا بدر وقولتلك اللي هيريحني إني اخد حقي منها !!
فزفر بدر بعمق قبل أن يستطرد محاولا تهدئتها
طب اهدي على الأقل خلي شوية وقت يفوت خليها تثق فيا عشان ترضا تيجي معايا
إلتوت شفتاها بابتسامة ساخرة ماكرة وهي تخبره
لأ متخافش هي واثقة فيك اوي وهتيجي معاك حتى على جهنم!
فهز بدر رأسه نافيا يماطلها مقنعا نفسه أن الانسان داخله هو من يتحكم بالرفض الذي يخرج من بين شفتاه.... الانسان فقط
صدقيني كده هنغلط والغلطه بفورة يا مريم!
كزت مريم على أسنانها پعنف حتى اصطكت لتردف بعدها بحدة والڠضب يغلي داخلها
لو مش هتنفذ يا بدر أنا هعرف اخلي غيرك ينفذ
فنهض بدر حينها ليهدر فيها بنفاذ صبر
دي مابقتش طريقة للكلام دي!!!!
ثم