رواية رحيل العاصي الكاتبة ميار خالد الفصل الأول
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد
الفصل الأول
صدع صوت صرخات عالية من إحدى الغرف في المصحات النفسية جاء على أثره كل من في المستشفى من أطباء وممرضين..
كانت تصرخ بصوتها المبحوح وتمسك بيدها قطعه حاده من الزجاج وتهدد بها كل من يقترب منها في زعر وخوف صړخت بهم
ابعدوا عني مش عايزه حد هنا!! اطلعوا برا
أقترب منها أحد الأطباء وقال
قالت پغضب عارم
مستحيل المره دي محدش هيقدر ينقذني .. خلاص كل حاجه انتهت
وفي تلك اللحظة جاء صوت من خلفهم يقول
هيهون عليك تسبيني وتمشي
تغيرت نظراتها فجأة ونظرت نحو مصدر الصوت لتجده أمامها ابتسمت بفرحه وأمل وتركت قطعة الزجاج من يدها ثم ركضت نحوه بسرعه وارتمت في أحضانه وكأن شيئا لم يكن! قالت
طبعا
ثم نظر إلى أحد الأطباء فجاء بسرعه وحقنها بحقنة مهدأ فارتخت بين يديه ولكنها ظلت تنظر إليه بعيون غارقة بالدموع حملها بين يديه ووضعها على سريرها وجلس بجوارها للحظات ولم تزاح عيونها عنه حتى همست له قبل ان تغمض عيونها
عاصي
في مكان آخر تململت في سريرها بملل وفتحت عيونها بعد محاولات كثيرة لتغط في النوم ولكن بدون فائدة زفرت بضيق ثم نهضت من مكانها وجلست على سريرها للحظات ثم اتجهت إلى مرآتها ونظرت إلى انعكاسها لوهله وتأملت ملامحها عيونها الواسعة ذو اللون العسلي المائل للون الزيتون الأخضر والرموش الكثيفة وبشرتها البيضاء الصافية وانفها الحاد الصغير وشفتيها الرقيقة والمميزة جدا للونها الوردي الطبيعي كان وجهها ليس بالممتلئ أو الرفيع كان رقيق كما يحوي به من ملامح ذات جمال هادئ اطالت النظر إلى نفسها حتى قالت
ومع تلك الجملة ظهر إصرار كبير في نظراتها خرجت من غرفتها بهدوء واتجهت إلى غرفة أختها وفتحتها بهدوء ثم اقتربت منها وهي نائمة ظلت تطالعها للحظات حتى أخرجت عود كبريت من جيبها واشعلته!! تململت أختها في سريرها وفتحت عيونها لتجد هذا المشهد أمامها فانتفضت مكانها پخوف وقالت
رحيل! أنت بتعملي إيه
أنت اټجننتي! اطفي الكبريت بسرعه قبل ما يقع على حاجه!
ولو معملتش كده يا داليا
نظرت لها داليا پخوف وظلت تصرخ پبكاء وخوف حتى جاء على صوتها والدها ووالدتها وعندما دلفوا إلى الغرفة وضغطوا على زر الضوء انتشر النور في المكان وظهر هذا المشهد ولكن على غير المتوقع نظر الاثنان إليها بملل وتهكم صړخت أختها
أبتسم الأب ابتسامة هادئة وقال
مش هتبطلي المقالب بتاعتك دي
نظرت له رحيل بجمود ثم شقت الإبتسامة وجهها ولمعت عيونها بشدة