الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

منزل كبير

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

منزل كبير العائلة بل والبلدة بأكملها حيث يقع وسط مساحة شاسعة في الأرض التي استصلحها الجد الأكبر عبد القادر الدهشان منجبا ثلاث أبناء يامن وسعيد وكامل ليسيروا على نفس نهج والدهم باستصلاح المزيد والمزيد حتى توسعت أملاكهم وصار لكل واحد منهم منزل مستقل وسط الأراضي الممتدة على مرمى البصر.
عبد القادر كان داهية بشخصية قوية مكنته أن يتولى مسؤلية قيادة العائلة التي تيسر حال باقي افرادها على يديه بفضل مساعدته بصفته الكبير المسؤل حتى اصبحت عائلة الدهشان كسلطة وحدها بالمال والنفوذ الذي تضاعف بمرور السنوات.

ورث المسؤلية من بعدها لأكبر أحفاده غازي الأبن الوحيد لكامل على ثلاث فتيات وذلك بعد أن نصبه الجد لذلك مفضله على باقي أحفاده بل وابناءه ايضا وذلك بفضل شخصيته المميزة بينهم حيث الهيبة المختلطة بخشونته الدهاء المتوارث رغم اندفاعه في بعض الأوقات وذلك لحمائيته الشديدة وطبعه الڼاري والتي لطالما كانت العيب الوحيد به لكنه كان خير راعي للجميع حتى نافس بنفوذه اعضاء السلطة الحكومية كنائب المجلس وعمدة البلدة
بالإضافة لعقليته الفريدة حيث تمكن من زيادة العوائد 
بتنوع الاستثمار في عدة مجالات كتصدير الفواكه والخضر وهو ما يجبره أحيانا للسفر والمبيت خارجا كما حدث منذ اسبوع ليعود اليوم.
وصل صباحا والساعة لم تتعدى الثمانية بعد دلف من الباب الخارجي حيث الفناء الواسع ينقسم إلى جانبين أحدهما للحديقة والاخر كمجلس للرجال والاجتماعات وأشجار المانجو الضخمة ارتصت على طول السور الخارجي
وجد جدته فاطمة جالسة على الكنبة الخشبية أسفل المظلة الضخمة والتي عادة ما تعقد فيها أهم الجلسات العائلية وتسامر الشباب في أوقات السهر 
تسبح وردها اليومي في دفء خيوط الشمس الوليدة والتي تسللت من بين الفتحات العليا للسقف الخشبي بخجل عينيها على أقراص الخبز التي ترصها الفتيات الخادمات مع حفيدتها روح التي تشرف عليهن ليضعنه في الجزء المشمس من الأرض بالقرب من السور حتى يتخمر قبل أن يتم خبزه في الأفران الصناعية الحديثة.
القى تحيته متغزلا بمزاج رائق
بسم الله ما شاء الله صباح الرغفان الزين على زينة البنات. 
شهقت روح في البداية مجفلة بحضوره قبل أن تستدرك سريعا لترد التحية بابتسامة اشرقت بوجهها الصبوح
صباح الهنا والنور حمد الله ع السلامة يا سيد الناس يا كبير البلد كلها.
عاملة ايه يا جميلة الجميلات
ضحكت برنة تدغدغ الأسماع بجمالها لتضع مرددة بمزاح
اللي يسمعك وانت هتهزر كدة وتضحك يجول دا واحد تاني مش غازي الدهشان اللي يتهز له بلاد.
اعتدل بوضعه ليجاورها الجلوس على كنبتها ثم لف ذراعه على كتفيها قائلا
لهو انا ههزر مع كل الناس ولا أي حد يستاهل غيرك يا ست ابوها انتي.
عادت فاطمة لتقهقه بغبطة وقد أخجلها بذكرها الأسم الذي كان يلقبها به زوجها الراحل عبد القادر لكزته بمرفقها تنهره بدلال
كفياك يا واد كامل محدش كان يناديني بالأسم ده

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات