توجهت الي
توجهت الى المبنى الإدارى حيث مكتب صاحب المزرعة .. طرقة الباب طرقات خفيفة ..سمعت صوت من الداخل :
- اتفضل
دخلت .. فرفع رأسه ليجدها أمامه .. هز رأسه لتتقدم .. تركت الباب مفتوحاً كما المرة الماضية ودخلت وقفت أمام المكتب قائله :
- صباح الخير يا بشمهندس
رد بهدوء :
- صباح النور
نظر الى الباب المفتوح .. ثم نظر اليها قائلا :
- هو مينفعش الباب يتقفل .. لازم اللى رايح واللى جاى يتفرج علينا
ارتبكت ونظرت الى الباب ثم اليه .. كان يرقب ردود أفعالها .. قالت بتوتر :
- آسفه مش هينفع أقفله
همت بالإنصراف ثم قالت :
- خلاص مفيش مشكلة شكراً
- استنى
الفتت اليه فنظر اليها قائلاً :
- انتى على طول متسرعة كدة
صمتت ولم تجب .. أشار برأسه الى الكرسي أمام المكتب قائلا بصرامة :
- اعدى
تقدمت منه وجلست .. نظر اليها .. كانت تحاول استجماع قواها وترتيب أفكرها .. صمتت لحظات ثم التفتت اليه تنظر اليه قائله :
- فى واحدة كانت بتشتغل هنا فى الحلب .. هى ست كبيرة فى السن .. وشكلها على أد حالها .. كانت واقفة على البوابة الراجل مش راضى يدخلها .. اتكلمت معاها .. طردوها من الشغل عشان كانت بتغيب كتير.. بس هى معذوره ابنها كان تعبان فى المستشفى وهى كنت أعده جمبه
- هى غلبانه أوى .. وملهاش شغل تانى تصرف منه على ولادها .. يعني لو ينفع .. يعني .. حضرتك ..
قاطعها قائلا :
- بتتوسطيلها عندى يعني ؟
بللت شفيها بلسانها وقد شعرت أن حلقها جاف من التوتر .. قالت :
- لو ينفع حضرتك ترجعها الشغل تانى يبقى خدت فيها ثواب .. لأن فعلا شكلها محتاجة للشغل أوى
صمت لحظات ثم نظر اليها قائلا :
- لو فعلا مشوها للسبب ده يعني بسبب غيابها .. فأنا هقول لرئيس العمال يرجعها تانى
لم تصدق ما سمعت .. شعرت بفرحة عارمة أن استطاعت مساعدة تلك السيدة الفقيرة .. نظرت إليه وهتفت والابتسامه تعلو شفتيها :
راقب ابتسامتها والفرحة التى تعلو وجهها من أجل سيدة لا تعرفها ولم تلتقى بها من قبل .. ساد الصمت .. لاحظت تفرسه فيها .. فشعرت بحمرة الخجل وهى تتصاعد الى وجنتيها فخفضت بصرها .. قال بعد برهه :
- أيوة .. لو كان زى ما قالت هو ده السبب اللى طردوها عشانه .. يعني متكنش عملت حاجه غلط سړقت مثلا أو سببت تلفيات
- شكراُ لحضرتك .. وهى عامة بتيجي تقف كل يوم أدام البوابة .. وهى هتيجي بكرة عشان تعرف اذا كانت هترجع الشغل ولا لأ
هز رأسه .. فنهضت ونظرت اليه قائله :
- متشكره مرة تانية
ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها .. ظل ينظر الى الباب المغلق و هو يفكر فى رقة قلب تلك الفتاة التى شعرت بالفرح الذى أنار وجهها من أجل تلك السيدة الفقيرة ... كان مستغرقاً فى تفكيره عندما طرق باب غرفة مكتبه...